شدد المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، على منع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد، فيما أعرب عن أسفه على عجز المجتمع الدولي ومؤسساته بفرض حلول ناجعة لإيقاف الحرب بلبنان وغزة. وذكر بيان لمكتب السيد السيستاني، أن «السيد السيستاني (دام ظله) استقبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها في العراق (يونامي) محمد الحسان والوفد المرافق معه». وأضاف، أن «الحسان قدّم شرحاً موجزاً حول مهام البعثة الدولية والدور الذي تروم القيام به في الفترة القادمة، وفي المقابل رحّب السيد السيستاني بحضور الأمم المتحدة في العراق وتمنى لبعثتها التوفيق في القيام بمهامها»، مشيرا الى «التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق في الوقت الحاضر وما يعانيه شعبه على أكثر من صعيد».وقال المرجع الديني الأعلى، بحسب البيان: إنه «ينبغي للعراقيين - ولا سيما النخب الواعية - أن يأخذوا العِبر من التجارب التي مرّوا بها ويبذلوا قصارى جهدهم في تجاوز اخفاقاتها ويعملوا بجدّ في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار».وأكد على أن «ذلك لا يتسنى من دون إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤولية، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات»، مردفاً: «لكن يبدو أن مساراً طويلاً أمام العراقيين الى أن يصلوا الى تحقيق ذلك، أعانهم الله عليه». وفي ما يخص الأوضاع الملتهبة في منطقتنا عبّر السيد السيستاني، عن «عميق تألّمه للمأساة المستمرة في لبنان وغزّة وبالغ أسفه على عجز المجتمع الدولي ومؤسساته على فرض حلول ناجعة لإيقافها أو في الحدّ الأدنى تحييد المدنيين من مآسي العدوانية الشرسة التي يمارسها الكيان الصهيوني». كما أكد ممثل الأمم المتحدة في العراق محمد الحسّان، اتفاقه مع المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، على العمل المشترك لتعزيز مكانة العراق وأمنه، فيما أشار الى أن السيد السيستاني طلب تنفيذ الأولويات بما هو لصالح العراق. وقال الحساني، خلال مؤتمر صحفي، عقده بعد لقائه بالمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، : «تشرفت كمبعوث خاص في العراق بلقاء السيد السيستاني، واستمعت الى حكمته ورؤيته للمنطقة والعراق». وأشار، الى «مكانة السيد السيستاني، في العالم الإسلامي والعالمي»، معرباً عن سعادته «بهذا اللقاء ونصحه الذي غايته حماية الإنسان، فيما نقل تحيات الأمين العام الى السيد السيستاني». ولفت الحسّان، الى «الاتفاق مع السيد السيستاني على العمل المشترك في تعزيز مكانة العراق»، مؤكداً «عدم القبول بالمساس بمقام المرجعية». وأضاف، «تم التأكيد على أن المشورة التي يقدمها السيد السيستاني تحظى باحترام المبعوثين الخاصين»، منوهاً بأن «الأمم المتحدة داعمة للعراق ومساعيها باقية نحو الاستدامة والتطور، بالرغم من انتهاء حقبة اليونامي». وتابع، أن «السيد السيستاني طلب تنفيذ الأولويات بما هو صالح للعراق، ويعزز علاقته مع جيرانه»، لافتا الى أن «الأمم المتحدة ملتزمة بدعم أولويات العراق وعدم التدخل إلا في المشورة». وشدد، على «رفض المساس بالمرجعية الدينية».وبشأن غزة ولبنان، ذكر الحسّان، أن «الأمين العام أصدر الكثير من البيانات بهذا الصدد». |