بغداد / المستقبل العراقي
بين «ارحل»، و«عواد باع أرضه» و«انتحار»، تنوعت ردود فعل سعوديون على وسم «محمد باع الدجاجة»، الذي أطلقه نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ضد طرح أشهم شركة «أرامكو» للاكتتاب، وهو الوسم الذي استهدف بالأساس ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. النشطاء اعتبروا «بن سلمان» بأنه مهندس صفقة «أرامكو» تحديدا، والمتحكم الفعلي في إدارة المملكة بشكل عام، ومن هنا صبوا جم غضبهم عليه من خلال هذا الوسم. التعليقات الغاضبة، كان من بينها ما غرد به حساب «جميل وكفى»، عندما قال: «بيع أرامكو بيع مصدر دخل الشعب الرئيس وترك الشركات الأجنبية تتحكم في اقتصاد وسياسة البلد، أنت تبيع مستقبلك ومستقبل أولادك». وأضاف «هذا ما يحدث عندما لا يملك الشعب قراره لا يملك أدنى حق في المشاركة السياسية فكلنا يعرف أن أي هذه المخاطرة يدفع ثمنها الشعب». أما «المحدث فهد»، فقال إن «المشكلة العظمى في أن تبيع مصدر رزقك الوحيد منذ 80 عام! هذا انتحار لا يقل عن الانتحار التقليدي!». وعلى غير بعيد عن الحساب السابق، قال عبد الله الصيعري «النفط للشعب وللأجيال القادمة فكيف لشخص واحد بيعه بهذه السهولة». فيما قالت سلاف: «للأسف تعدينا مرحلة سوء استغلال الثروات والموارد الطبيعية ووصلنا لمرحلة بيعها!». بينما تساءل صاحب حساب آخر، إن «الذي فشل في إيجاد حلول لأزمات السكن والبطالة وهي من أبسط حقوق الشعب هل تتوقع منه أن ينجح في تنويع الاقتصاد؟». أما ماهاو الشماري، فذهب إلى أنه «حينما تباع الدجاجة لا تسألون أين ذهبت مدخولها». مهنا الفهمي، من جهتها قالت: لن نقول إلا اللهم لا تسامح من يعبث أو يحاول العبث بأرضنا ولا تُطل عمره.. وارزقنا بمن يخاف الله فينا وفي أرضنا واحفظه لنا. ورافضة طرح الشركة للاكتتاب، قالت نهى البلوى: «لا لبيع الدجاجة يا محمد فالنفط ملك للشعب وليس حكرا عليك وعلى أهلك وعائلتك». وأضافت «لا نحتاج أن نتخصص في الاقتصاد حتى نعرف أن بيع جزء من أرامكو، يُشكّل خطر وكارثة على البلاد، ورغم ذلك الاقتصاديين لم يقصروا». من جهته قال الدكتور محب «الحمدلله مستقبله ومستقبل أبنائه ظبّطه من خلال جني قيمة آبار النفط ومن ضاع مستقبله هم الخوارج عملاء إيران». حساب صقر قريش، قال من جهته «ليست دجاجة بل ناقة... هناك بركان نايم وزلزال خامل الويل ثم الويل لمن أيقظه». وقال حساب سلطان «واشترى يخت فتح حسابات بسويسرا ودخل بحرب بالوكالة (في اليمن) وفرض الضرائب ودعم النخب بشاي ياسمين ليقولوا للشعب تفاءلوا». ومعبر بشدة عن رفضه للخطوة قال حساب مهادن: «لا أفهم كثيرًا في الاقتصاد لكن أليس من الظلم أن يقرر شخص مصير أجيال بدون أن يشرح لهم الأمر، ناهيك عن أن يشاورهم». من جانبه قال أبو عواد «أكثر من 80 عاما لم نستغل من النفط ما ننهض به البلد ونستقل اقتصاديا ونخزن الفائض للأجيال القادمة وآخرتها.. بيع ياعواد». حساب «Revolutionary» من جهته، قال «ارحل يامحمد ودع الدجاجة لأهلها، ألم يكفيكم تأكلوها طوال٨٠ عام؟ جعلتم البلد من العالم الثالث، لا تعليم ولا صحة ولا نظام شفافية». وفي وقت سابق، قال خبراء في صناعة النفط العالمية، لوكالة «بلومبيرغ» المتخصصة في قطاع المال والأعمال إن القيمة السوقية لـ«أرامكو» قد لا تزيد عن 400 مليار دولار، وفي أحسن الأحوال تريليون دولار. وتقل هذه الأرقام كثيراً عما تتطلع إليه الحكومة السعودية حينما اقترحت طرح حصة من الشركة في الأسواق المحلية والعالمية مقدرة قيمة الشركة بتريليوني دولار. وقبل أيام، أظهرت وثيقة رسمية أن شركة «أرامكو» السعودية انتهت من تسعير صكوك إسلامية مقومة بالريال استحقاق 7 سنوات، هي الأولى في تاريخها. وبحسب الوثيقة التي اطلع عليها موقع «أرقام» السعودي، تم تسعير الصكوك عند سعر الفائدة المعروض بين البنوك السعودية «سايبور» لأجل 6 أشهر زائد 25 نقطة أساس. وقبل أيام، قالت وكالة بلومبيرغ إن شركة «أرامكو السعودية» تسعى لجمع نحو 2 مليار دولار (ما يعادل 7.5 مليار ريال) من خلال بيع صكوك خلال الربع الثاني من العام الجاري. ويخطّط السّعوديون لطرح 5% من الشركة، والتي قد تعود بـ 20 إلى 100 مليار دولار، وهذا يتوقّف على قيمة الشركة الحقيقية التي لم تحدّد بدقّة بعد. ويصرّ السّعوديّون على أعلى قيمة استنادًا لاحتياطيات النفط لدى الشركة والتي تبلغ 266 مليار برميل، وهو ما يقارب 15% من إمدادات النفط العالمية، والذي يجعل قيمة الشركة تصل إلى 2 تريليون دولار بحسب قولهم. لكنّ المستشارين في ماكينزي يقدّرون قيمتها بنحو 400 مليار دولار. ولأنّ الحكومة السعودية تعتمد على الشركة في معظم إيراداتها، ستكون مشاركة الحكومة وصندوق الثروة السيادي السعودي وأعضاء من الأسرة الحاكمة للأرباح مع مستثمرين أجانب، مسألة حسّاسة.
|