احتضنت محافظة النجف الأشرف،  المؤتمر الطبي السنوي، الذي يتناول بشكل موسع طب الألم باعتباره واحداً من الاختصاصات الطبية المهمة التي شهدتها المحافظة.

وقال رئيس الجمعية العراقية لطب الألم، خالد محسن مراد «الجمعية العراقية لإدارة الألم أقامت المؤتمر الطبي السنوي تحت شعار (حق التحرر من الألم، حق لا يعلو عليه حق)، وتناول هذا الموضوع الحيوي الذي له علاقة صميمية بحياة الإنسان». وأضاف أن «مشروع طب الألم ابتدأ من النجف الأشرف، وتم في ضوئه إيفاد الأطباء إلى المانيا، ما نتج عنها فتح استشاريات علاج الألم ووحدات طب الألم في المستشفيات وتم فتح ايضاً اختصاص دقيق لعلاج الألم». 

وأوضح، أن «الألم هو شعور حسي وعاطفي غير مرغوب به، سببه تلف كامن أو حقيقي في الأنسجة، بمعنى أن الألم ليس شعور حسي وعذاب جسدي فقط، وإنما هو عذاب  نفسي وعاطفي، يسبب الكآبة والعزلة والفشل وقلة الإنتاج، ويؤثر في المنظومة الاجتماعية وعلى الفرد و العائلة ايضاً»، مؤكداً انه «لأهمية هذا الموضوع أعتبر كاختصاص دقيق، ويدرس في 34 دولة في العالم ومنها العراق». 

وأكد، أن «العراق جاد بمحاربة الألم، ولايزال الطريق طويلا، حيث أن بعض مراكز الأورام السرطانية تفتقر للخدمات الصحية لعلاج الألم، ولاتزال هنالك ولادات بدون مسكنات، لذلك نطمح بأن نقدم الأفضل، لأنه حق المواطنين».

ولفت إلى، أن «هناك بحوثاً مستمرة في العالم بمعالجة الألم، وتم التوصل إلى طرق غاية في التطور باستخدام أجهزة متطورة وحديثة، على سبيل المثال تم تطوير أجهزة للسيطرة على الصداع وأجهزة للسيطرة على الإنزلاق الغضروفي بالنواظير وأجهزة بالعلاج بالليزر».

وبين، أن «وحدات طب الألم، تعالج الألم المزمن الذي يمضي على مشاكله من 3 أشهر إلى 6 أشهر وﻻ يستجيب للأدوية، لذلك من المفترض اللجوء إلى وحدات طب الألم، وهي بدورها جميع مرضى الآلام المزمنة». 

من جانبه، أشار اختصاص دقيقي طب الألم، ميثم مرتضى الكناني، إلى أنه «منذ عام 2013 تم تقديم مشروع إلى رئاسة الوزراء لاستحداث اختصاصات طبية تختص بطب الألم».

وذكر، أن «وزارة الصحة تعمل على زمالة التخدير وطب الألم و تعمل على تطوير هذا الاختصاص في العراق، علماً، أن المجتمع الدولي قد أخذ بهذه النظرية منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي». 

وأضاف، أن «المنظمة الدولية لدراسة الألم التي مقرها في الولايات المتحدة الأمريكية، تضم جمعيات وطنية لأكثر من 90 دولة من ضمنها الجمعية العراقية لإدارة الألم، التي هي الممثل المحلي للجمعية الدولية، و نحن على تواصل مع الخبرات الدولية في سبيل نقلها إلى العراق، لخدمة المرضى العراقيين».

فيما أكد مدير صحة النجف الأشرف، علاء الكعبي، أن «مستشفى النجف التعليمي تحتوي على استشارية مفتوحة خاصة بطب الألم، وتعد من الاستشاريات القليلة على مستوى العراق».

وعبر عن أمله، أن «تفتح باقي مستشفيات المحافظة استشاريات خاصة بطب الألم، ليخفف من الم المريض ويساعده على تخطي الصعاب».