المستقبل العراقي / عادل اللامي
تنفذ تركيا احتلالاً ناعماً للأراضي العراقية بحجة الحرب على الإرهاب، وسط صمت حكومي ودولي كبير، ويأتي ذلك فيما يتم الحديث عن خطط لبناء قواعد عسكرية، فضلاً عن تنفيذ عملية اجتياح للأراضي العراقية على طريقة ما حصل في عدد من المدن السورية. وقال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي إن تركيا ستبقى في شمال العراق لحين القضاء على ما سماه «كل الجماعات الإرهابية». ونقلت وكالة «الأناضول» عن جانيكلي، قوله في تصريح صحفي، ان «تركيا عرضت تنفيذ عملية محتملة في قنديل مع إيران التي أبدت دعمها للهجوم»، فيما أشار إلى ان «تركيا متفقة تماما مع بغداد بشأن العملية». وتأتي تصريحات وزير الدفاع التركي، وسط تحذيرات حكومية متزايدة من عملية عسكرية ضد المقاتلين الكرد المتمركزين في جبال قنديل. بدوره، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن الهدف النهائي لعملية قنديل هو تحييد حزب العمال الكردستاني بشكل تام بحيث لا تستطيع إلحاق أي ضرر بتركيا مرة أخرى. جاء ذلك خلال استضافته في برنامج تلفزيوني، بولاية إزمير غربي تركيا. وأضاف يلدريم: «ليست لدينا أي أطماع بأراضي أحد، وغايتنا القضاء على المنظمات التي تتحرش ببلادنا من خارج حدودنا وتهدد أرواح وممتلكات مواطنينا». وأشار إلى أن انسحاب المسلحين إلى شرق نهر الفرات بسوريا لا يعني أن جميع المشاكل قد حلت. وأضاف: «وجود تنظيم بأسلحة ثقيلة شرقي الفرات يعتبر تهديدًا ذو أولوية ضد بلادنا، ولا يمكننا تجاهله، ويجب إنهاء وجود العناصر الإرهابية هناك». وتابع «إذا لم تنهِ الولايات المتحدة وجود تنظيم (ي ب ك) شرقي الفرات وتسحب أسلحته، فإننا دائمًا جاهزون للقيام بما يتوجب من أجل حماية أمننا وأوراح وممتلكات مواطنينا، وهذا حق لنا نابع من القوانين الدولية». ومنذ 11 آذار الماضي، تواصل القوات المسلحة التركية عملياتها ضد المناطق التي تضم معسكرات لـ»بي كا كا» داخل اراضي اقليم كردستان العراق. من جانبه، أكد الجيش التركي انه دمر 12 هدفا لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق في ضربات جوية خلال الليل. وذكر الجيش في بيان، انه يكثف عملياته العسكرية ضد أهداف مقاتلي حزب العمال الكردستاني في منطقة قنديل، مبينا ان «الأهداف الواقعة في قنديل وهاكورك وأفاشين-باسيان في شمال العراق تشمل ملاجئ ومخازن ذخيرة». وأضاف البيان أن «الجيش تمكن أيضا من تحييد 34 مقاتلا في عمليات بشمال العراق بين الأول والثامن من شهر حزيران الجاري». وأكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في كلمة له أمام مناصريه حيث يستعد لخوض انتخابات الرئاسة يوم 24 حزيران الجاري، ان تركيا ستجفف ما سماه «مستنقع الإرهاب» في قنديل شمال العراق. وكان الجيش التركي قد كثف في الفترة الأخيرة ضرباته ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق حيث توجد قواعد للحزب في جبال قنديل. في غضون ذلك، حذر رئيس مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي من أن الجيش التركي يخطط لعملية واسعة في جبال قنديل شمالي العراق وإقامة قواعد فيها، مشيرا إلى أن الاتراك يستغلون حالة الصراع والفوضى السياسية التي يشهدها العراق. وقال الهاشمي إنه “الجيش التركي قد يقوم بعملية واسعة في جبال قنديل ويشرع بعدها بإقامة قواعد عسكرية على غرار ما حصل في عفرين”، مبينا أن “تركيا تستغل حالة الصراع السياسي والفوضى التي تشهدها البلاد، فضلا عن قرب موعد الانتخابات التركية”. واستبعد الهاشمي “وجود اي اتفاق بين انقرة وبغداد لدخول المناطق التي يتواجد فيها الاتراك حاليا”، مرجحا أن “تكون هناك اتفاقات بين النظام التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني”. وكان الباحث بالشأن الكردي علي ناجي كشف عن اصدار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أوامر للقوات التركية بالوصول إلى ضواحي اربيل لمحاربة حزب العمال الكردستاني pkk. |