بغداد / المستقبل العراقي
اعلنت القوات الليبية المسماة «البنيان المرصوص» والموالية لحكومة الوفاق الوطني «فرض السيطرة الكاملة» على مدينة سرت على الساحل الليبي (450 كيلومترا شرق طرابلس) بعد اشهر من معارك متواصلة مع تنظيم «داعش»، بينما ذكرت تقارير أن مناوشات لا تزال جارية. وقال المتحدث رضا عيسى إن القوات التي تقودها كتائب من مصراته مدعومة بضربات جوية أميركية تسيطر على حي الجيزة البحرية بالكامل ولا تزال تؤمن المنطقة. وقال المتحدث باسم هذه القوات رضا عيسى «قواتنا تفرض سيطرتها بالكامل على سرت»، و»شهدت قواتنا عملية انهيار تام للدواعش». وتم تحديث صورة الغلاف على صفحة «عملية البنيان المرصوص»، وهو اسم العملية العسكرية في سرت، على موقع «فيسبوك»، ونشرت صورة لجنود يرفعون شارة النصر، مع عبارة «انتصر البنيان وعادت سرت». وأوردت الصفحة «انهيار تام في صفوف الدواعش والعشرات منهم يسلّمون أنفسهم لقواتنا». ولم يتسن على الفور التحقق من صحة البيان ولم يرد إعلان رسمي بالسيطرة على سرت. وقال قائد ميداني إن القتال لا يزال جاريا وإنه لم يجر تأمين الجيزة البحرية بالكامل. وسيطر تنظيم «داعش» على سرت في أوائل عام 2015 وأقام أهم قاعدة له خارج سوريا والعراق وبسط سيطرته على مسافة حوالي 250 كيلومترا على ساحل البحر المتوسط. وشنت قوات تقودها كتائب من مدينة مصراته الواقعة في غرب ليبيا هجوما مضادا على المتشددين في أيار لاستعادة سرت مستغلين حالة الفوضى الأمنية والسياسية التي تعانيها البلاد منذ سنوات. لكن هذا التقدم سرعان ما بدأ بالتباطؤ مع وصول القوات الى مشارف المناطق السكنية في المدينة، لتتحول المعركة الى حرب شوارع وقتال من منزل الى منزل. ومع حلول أيلول، تمكنت تلك القوات من استعادة معظم مناطق وأحياء سرت بينما انحصر تواجد مسلحي في «حي الجيزة البحرية»، وهو رقعة صغيرة من الأرض قرب واجهة سرت على البحر المتوسط. ومنذ نهاية تشرين الاول، كانت القوات الحكومية تحاصر عناصر تنظيم «داعش» في رقعة صغيرة. ودعما لقوات «البنيان المرصوص» شنت الولايات المتحدة منذ الأول من آب 470 ضربة جوية على الأقل. وفي يوم الاثنين، قال مسؤولون إن 34 من مقاتلي التنظيم بينهم قائدان كبيران على الأقل استسلموا للقوات الليبية في الجيزة البحرية. وقال مسعف في مستشفى ميداني خارج سرت إن ست نساء وأربعة أطفال على الأقل تركوا المنطقة الخاضعة للتنظيم، مضيفا أن ثلاثة على الأقل من القوات التي تقودها كتائب مصراته قتلوا وأصيب 17 آخرون. ويتشبث المتشددون ببضع عشرات من الأبنية في الجيزة البحرية منذ أسابيع. وفي الأيام الأخيرة قالت القوات الليبية إن العشرات من النساء والأطفال فروا أو أطلق سراحهم من المنطقة. وكان وجود أسر عاملا أساسيا في تعقيد محاولات التقدم داخل آخر قطعة ارض يسيطر عليها التنظيم المتشدد ونفذت عدة نساء هجمات انتحارية أثناء توفير ممر آمن لخروجهن. وقال المسعف إن صورا نشرتها قوات مصراته أظهرت جثثا لمقاتلين من التنظيم ممددة على الأرض ونساء يرتدين النقاب يحمل بعضهن أطفالا رضع يظهرن من تحت الركام. وتابع قائلا «كل النساء والأطفال يعانون من الجوع والجفاف وبعضهم يعاني من حروق». وستترك خسارة سرت التنظيم بلا سيطرة على أراض في ليبيا رغم تواجده النشط في مناطق أخرى من البلاد. ويخشى مسؤولون ليبيون وغربيون من إقدام خلايا نائمة ومتشددين فروا من سرت على شن حملة تمرد.
|