بغداد / المستقبل العراقي
يستعد العراقيون مثلهم مثل الشعوب الأخرى للإحتفال بعيد الربيع أو ما يعرف بعيد النوروز، خاصة في إقليم كردستان العراق، حيث بدأ رأس السنة الكردية، فيما تنشغل حركة الأسواق وتزدهر تحضيرا للإحتفال. ويرمز عيد التوروز إلى قدوم فصل الربيع وإنبعاث الطبيعة، وهو على مر التاريخ نقطة تحول في حياة الأكراد، كونه يمثل رسالة الحياة والأمل والتحرر ومواجهة الظلم والإستبداد. وتستمر الإحتفالات بالعيد إلى نحو عشرة أيام تتضمن العديد من الفعاليات المتمثلة بالعروض الفنية والموسيقية بمشاركة، جميع المحافظات العراقية. ودعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم بمناسبة حلول أعياد نوروز إلى ترسيخ قيم التعاون والتضامن الاجتماعي بما يعزز الوحدة بين الشعب العراقي. وقال معصوم في بيان تلقت «المستقبل العراقي» نسخة منه، ان «المعاني السامية بقيت للمناسبة التي أنتجت هذا العيد دافعاً قوياً لتجدده كما هي دافع قوي لأن يكون الاحتفال به سنوياً مقترنا دائماً بتطلع الإنسان نحو الحرية والأمل والانفتاح على ربيع الحياة». وأضاف ان «تقاليد الاحتفال بنوروز عززت روح الشراكة والتآخي الإنساني بين البشر وبما كان يزيد من التماسك الاجتماعي في مختلف الظروف، وهذه من العبر القيمة التي تكون فيها الأعياد مناسبات حية طيبة لتحقيق الوئام وتعزيز المحبة والتعاون بين الناس». واكد إن «احتفالات مواطنينا الكرد بعيد نوروز هذا العام وسط ظروف اقتصادية مؤلمة تدعونا جميعاً، مسؤولين وسلطات، إلى ترسيخ قيم التعاون والتضامن المجتمعي بما يعزز وحدة المجتمع على قيم الخير والتآزر التي كانت من أهم أسباب احتفالنا سنويا بنوروز». وعبر معصوم عن أمله بالعمل بشكل حثيث من أجل تجاوز هذه الظروف الطارئة، مثلما نعمل جميعا في العراق بعزم وإرادة على أن تكون احتفالاتنا وأعيادنا وحياتنا تستمر في ظروف آمنة ومستقرة في عراق ديمقراطي اتحادي حر ومستقر وآمن». ومن القصص والروايات عن نوروز في التراث الكردي. وفي أيام نوروز يتوجه الأهالي الى المناطق السياحية للتمتع باجواء الربيعي الرائعة، العديد قدموا من خارج إقليم كردستان للاحتفال بعيد نوروز. وفي مدينة السليمانية يجري الاحتفال بنوروز في أجواء كرنفالية متنوعة، إذ يخرج الأهالي الى الشوارع والساحات العامة في المدينة، ولم تعكر الازمة المالية التي يمر بها الاقليم الاحتفالات كما انها لم تؤثر على حجم مشاركة المواطنين في الاحتفالات. وإتخذت الحكومة المحلية إجراءات للحفاظ على أمن المحتفلين، إذ قررت منع حمل الأسلحة النارية، حتى المجاز منها لمدة اسبوع ومحاسبة من يطلق الأعيرة النارية وغيرها من القرارات. ويرى الكاتب والباحث قاسم مرزا الجندي ان عيد نوروز يعد رأس السنة الكردية الشمسية والعيد القومي الأكبر والأقدس للشعب الكردي ولجميع الشعوب الآرية، ويعني نوروز (اليوم الجديد)، وهو أيضا العيد القومي لدى الشعوب الإيرانية، والشعوب المرتبطة بالثقافات الفارسية القديمة مثل أذربيجان وتركيا ومنطقة آسيا الوسطى. وقال ان” يوم (21) آذار / مارس من كل عام هو يوم نوروز العالمي، والذي يتساوى فيه الليل والنهار، يعتبره أكثر من (300) مليون شخص في العالم بداية للسنة الجديدة لهم، وهم شعوب عديدة وفي دول متعددة في أكثر من قارة,، ويتم الاحتفال بهذا العيد عند الأكراد في (العراق وسوريا وتركيا وإيران)، والأكراد في جميع أنحاء العالم وكذلك يحتفل به الشعوب في (دول البلقان ومنطقة حوض البحر الأسود والقوقاز وآسيا الوسطى والشرق الأدنى والمناطق الأخرى منذ (3000) عام، وكذلك رحبت الأمم المتحدة بإدخال عيد نوروز في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو”. وأوضح ان”الشعب الكردي في العراق وتركيا وإيران، يفتخر في الاحتفال بعيد نوروز مع الشعوب الأخرى قبل آلاف السنين ومازال مستمرا في أحياء هذه الذكرى العظيمة في تاريخ الشعب الكردي الايزيدي، وينظر إلى نوروز باعتباره عيداً قومياً ورفعة لتاريخ الشعب الكردي (الايزيدي) عبر تاريخه، وعيداً للطبيعة و السلام، تتعلق بتاريخ وفلكلور تراث الشعب الكردي منذ آلاف السنين. |